Friday, August 25, 2017

إغتصاب جارية


من وجهة نظرك ما هو اسوء مصير ؟ لا أعني المصير بعد الموت لأن اسوء مصير ممكن هو الجحيم … ولكن ما هو اسوء مصير في الدنيا ؟ ما هي اسوء نهاية يمكنك أن تتخيلها ؟ ما هو اسوء مخاوفك ؟ … ان تصاب بشلل رباعي ؟ أن تموت غريقاً ؟ محترقاً ؟ أن يصيبك مرض يسبب لك الماً مبرحاً لا ينتهي ويعجز الأطباء عن علاجه كسرطان مثلاً ؟ ما هي الحادثة التي تتمنى الموت قبل حدوثها ؟



قصتي هذه قصة فتاة تتمنى الموت , الكل يخاف الموت لأنه نهاية كل شيء … لأنه مجهولالذي لا نعرف عنه شيئاً , لأنه قمة عجزنا وضعفنا وهو المحتوم الذي عجزنا عن الفرار عنه حتى الآن , ولكن لو حدث لكم ما حدث لي … لو دخلتم السجن الذي دخلته … لعرفتم أن موتي يعني حريتي , وحينها مرحباً بالموت .


أنا فتاة إيزيدية عمري 16 عاماً , لم اهتم لمعرفة الإسلام إلا بعد أن عرفت أن إله المسلمين امرهم أن يحتلوا العالم وأنهم حين يقبضون على فتيات مثلي فإننا نصبح ملكاً لهم ! يحق لهم إغتصابنا وبيعنا وشراؤنا !!!

سوء حظي ان ما يمسى بداعش ظهر وتمدد ولم ابلغ السابعة عشر بعد من عمري , وحين اقترب خطر داعش هربنا الى الجبال وحملنا ما نستطيع حمله معنا , اكثر ما كان يؤلمني ليس فقط الخوف من السبي … بل أحساس اليأس الذي إرتسم على ملامح أبي لعجزه عن حمايتنا وخوف أمي علينا الذي تحول الى بكاء دائم , كثيراً ما كانت أمي تجلسني أمامها وتحدق في عيني طويلاً ثم تبكي بحرارة … اشعر بها كأنها تريد أن تنصحني أو تشجعني ولكن تخونها الكلمات …

وحان ذلك اليوم الأسود الذي قرر الجهاديون أن يحصلوا على بعض الهدايا التي اعطاهم ربهم الإذن بأخذها , هجموا علينا يطلقون الرصاص في الهواء ليزيدونا رعباً على رعبنا , كتيبة مدججة بالسلاح من عدة سيارات تهاجم خياماً ليس فيها سوى النساء والأطفال والشيوخ … كل ذنبهم أن دينهم يختلف عن المسلمين … دين لا ندعو له ولا نحارب لأجله بل نحتفظ به لأنفسنا , ولكن يبدو أن اله المسلمين لا يعطي أي حريات خاصة او إستثناءات



أمي تحتضنني وتبكي وأبي الشيخ على باب الخيمة , اطلق احد الجهاديين النار عليه فخر صريعاً … اردوه قتيلاً امامي وهو اعزل من السلاح , عاش حياته لم يسبب اي اذى لأي مخلوق … وسال دمه على الأرض امام ناظري , انا اصرخ مذعورة , امي تصرخ وتضمني اليها بقوة … يدخل قاتل ابي حاملاً سلاحه … تدور عيناه وسلاحه بعنف في ارجاء الخيمة , وحين تأكد أن الخيمة خالية سوى مني ومن أمي نظر إلينا وإبتسم بخبث , ابتسامته ارعبتني اكثر من صوت الطلقة التي قتلت أبي … يبدو أنه في شريعتهم مصير الرجال الموت ومصير النساء السبي .

انتفضت أمي وهجمت على القاتل , ابتسم ضاحكاً في البداية حين بدأت امي تنازعه في السلاح ثم إنقلبت ابتسامته الى عبوس وصراخ … رغم انه اضخم واقوى منها الا أنها نازعته بشراسة وقوة لم يتخيلها , أهربي ! صرخت بي أمي … الى أين اهرب ؟ الى من وقد فقدت ابي واكاد افقد امي ؟ كيف اهرب وهناك عشرات من الرجال المسلحين حولنا ؟ صارعته أمي صراع اليائس المستميت حتى وقع كلاهما ارضاً قرب جثمان ابي … امل كاذب يراودني أن امي قد تنزع عنه سلاحه وتنقذنا , اهب معها لمساعدتها , وفجأة ! صرخة تطلقها أمي وتتسع عيناها وتسقط مفارقة الحياة … لقد طعنها بخنجره ونحن نحاول أن ننزع عنه سلاحه , يركلني بعيداً ثم يبصق على جثمان أمي وهو يلهث

قيدوا يدي انا والفتيات وجرونا كالخراف … حملونا بسياراتهم الى مناطقهم ثم سجنونا في غرفة في احدى البيوت , تدور عيناي في الفتيات المسجونات معي , كلهن ايزيديات في مثل عمري … اعرفهن , كلهن خائفات مرعوبات إلا واحدة … هي اكبرنا سناً , يبدو على ملامحها الغضب أكثر من الخوف … قالت : ما اتفه المسلمين وما اشد نفاقهم ! ساد الصمت في الغرفة والتفتت كل الرؤوس اليها , دارت عيناها تنظر الينا ثم قالت : هل تعلمون أنه في الدنمارك احتشد دنماركيون غير مسلمين لمنع هدم مسجد آيل للسقوط ؟ هل تعلمون أن هناك يهوداً في امريكا يخرجون في مظاهرات ضد إسرائيل ؟ كل المتدينين في العالم يفصلون بين ولائهم لبني ملتهم وإنتمائهم للإنسانية … إلا المسلمين ! الذين يصرخون مطالبين بقتل راسمي الصور المسيئة لرسولهم محمد لن يحركوا إصبعاً لإنقاذنا .

نظرنا اليها كأننا لم نفهم ما قالته , ثم عادت كل واحدة الى ما كانت عليه من البكاء المكتوم خوفاً من خاطفينا وحزناً على اهلينا … لا يهمني ما يحدث في الدنمارك او امريكا او اسرائيل … داخلي صراع بين زهد في الحياة بعد موت والدي وبين حلم بالهرب من ما انا فيه الآن , فتح احد الإرهابيين الباب بعنف ورمى لنا بعض الملابس , ملابس هي ملابس خليعة كملابس الراقصات أو فساتين النوم … اخبرونا أنه علينا أن نستحم وأن نرتدي هذه الثياب … لم تقترب إحدانا من الملابس فدخل احد الرجال وامسك بواحدة منا وجرها من شعرها ورماها داخل حمام داخل الغرفة ومعها فستان , ثم هددها بالقتل إن لم تنفذ ما يأمرونها به …

جلسنا في صمت ومر وقت طويل وصاحبتنا داخل الحمام , عاد الرجل متضجراً وصرخ مستعجلاً إياها … وحين لم يلق رداً ركل الباب , صرخنا في ذعر حين رأيناها قد شنقت نفسها بالفستان على عارضة حديدية معلقة في الحمام وقد قطعت رسغها ببلاطة مكسورة والدم ينزف غزيراً من يدها , كأنها كانت تريد أن تتأكد أنها لن تنجو لتصبح ملك يمين لأحد هؤلاء القتلة



تمتم الرجل لعدة كلمات قبل ان ينتهرنا لنسكت ونحن نصرخ مفجوعين لموتها ثم نظر اليها وقال : الى النار !

هي ستذهب الى النار ؟ هي التي لم تؤذ إنساناً الى النار ؟ هي التي فقدت اهلها على ايديكم الى النار ؟ هي التي قتلت نفسها خوفاً ورعباً منكم الى النار ؟ هي التي فضلت الموت على الإغتصاب الى النار ؟ وأنت ورفاقك القتلة الى الجنة ؟؟؟ ما اكرمك وما اعدل الهك الذي ارسلك !



بعد الهرج والصراخ الذي حدث بعد ان حرر الموت احدانا دخل قاتل والدي وقال لرفاقه أنه هو الذي اسرني وبالتالي هو الأحق بي ! سحبني من يدي وشعري وخرج بي خارج الغرفة , نظرت خلفي ورأيتهن لآخر مرة … ماذا حدث لهن يا ترى ؟ هل إنتحرن ؟ هل تم تحريرهن ؟ إغتصابهن ؟ شراؤهن ؟ لا أدري …



حلم كل فتاة أن تخرج يوماً عزيزة كريمة من بيت أهلها الى بيت زوجيتها , كل فتاة تحلم بالفستان الأبيض … بالحب والسعادة … بأسرة جديدة وحياة جديدة , في تلك الليلة كان الكفن هو أمنيتي وليس الفستان الأبيض … كانت الزغاريد صراخي وبكائي … كان مكياجي هو الكدمات على وجهي من ضربات مالكي الجديد … وكانت اسرتي الجديدة قاتلاً اقفل علي الباب علي واخبر اولاده أنه يعلمني الصلاة ليغتصبني دون إزعاج , وأطفاله الذين يلعبون بالرشاشات !

تحولت حياتي الى جحيم لا يطاق ! خادمة في النهار وقدماي مقيدتان … اطفال ينظرون الي بنظرات شيطانية ويقولون لوالدهم أنهم يريدون جاريات مثلي ! إغتصاب كل ليلة بعد ضرب مبرح كي لا اقاوم او اتمنع …

الغريب في الأمر أن هذا القاتل حين لا يكون يضربني أو يغتصبني تراه هادئاً يقرأ كتابهم المقدس أو يسبح بمسبحته … حتى أكاد أشك أنه يظن أنه رجل صالح وطيب ! تجرأت يوماً وما وإستعطفت إنسانيته , فكان رده صاعقاً … قال لي أن ما يفعله حلال وأنه رسولهم افضل الخلق كما يسمونه كان له جواري !!!

علمت حينها أنني وسط مجموعة من المجرمين المختلين الذي يظنون أنهم يلبون نداءاً مقدساً , بعد إنتحار رفيقتنا تم إبعاد كل ما يمكن أن نستخدمه في قتل انفسنا بعيداً … السكاكين والمقصات والحبال في خزنة مغلقة لا تفتح إلا للضرورة القصوى , يوماً ما وبدافع اليأس كسرت قطعة خشب من السرير وحاولت ان اقطع رسغي بها … هل حاولت يوماً ما أن تنتحر بقطعة من الخشب ؟



دخل علي مالكي وانا احاول قتل نفسي , صفعني بشدة وقيد يدي وقدمي … خرج من الغرفة , دخل ومعه رجل اخر وإمرأة … حاولوا أن يقنعوني أن كل ما حدث لي سببه أنني كافرة وأن المصائب تحدث وأنه يجب علي أن أنقذ نفسي من جهنم وأدخل الإسلام واقبل بواقعي الجديد !

حين لم ينجحوا في اقناعي إستشاط غضباً وقال : لو كررت فعلتك هذه سأقيدك على هذا السرير وأبقيك حية بالمحاليل الوريدية وأفعل بك ما اشاء حتى تموتي ! لم أكن أظن أن بعد كل ما حدث لي أنه من الممكن إخافتي , ولكن يبدو أن هذه الشياطين البشرية لا تعرف الرحمة … والمصيبة أنني أخاف أن أنجب منهم شيطاناً رغماً عني

يوماً ما سأهرب … إما الى حياة اخرى … وإما الى والدي … وإما إلهكم ونبيكم فجهنم التي تخيفوننا بها أحب إلي منهما

No comments:

Post a Comment