Friday, August 25, 2017

أروى

حبيبتي اروى
معاناتنا بدأت
حين توهمنا أن لقصتنا
نهاية أخرى
مأساتنا بدأت
حين آمنا بالحب
وكفرنا بالعرق والقبيلة
وبكفاح الفلاحين
ضد الأسر النبيلة
جريمتنا يا أروى
أننا لم نأكل من الشجرة
لم ننسف عجل السامري
ولم ننتظر المن والسلوى
أو بالأحرى
أجرمنا حين ظننا
أن لنا نهاية أخرى

أنا حر


انا حر
حتى ولو قيدتموني ...
حتى ولو كممتموني ...
حر لكي احلم ...
حر كي افكر ... حر كي اقرر ...
حر كي ازمجر ... حر كي ابشر ...
حر كي انفر ... حر لأعيش كيف اشاء
حر لأحرر عقلي من كل ما لقنتموني

انا حر ، حتى ولو كفرتموني ...
انا حر ... حر من عقائدكم ... حر من ضمائركم ...
حر من مشاكلكم ... حر من طبائعكم ...
حر من تطويل لحيتكم ... حر من حلق شاربكم ...
حر من سدود سوداء تخفون بها عاركم او مفاتنكم ...
انا حر من ملابسكم ...

الفقه المريخي


وها هي اجراس الحرب تدق … لم يكن الهرب يوما خيارا متاحا ، حتى ولو تعامينا عن الحقيقة التي يصم صراخها الآذان

ان الأفكار التي نتبرأ منها ونحاربها اليوم هي التي كنا نتبناها بالأمس ، ارضعناها في مساجدنا وربيناها في مدارسنا ، حتى كبرت وتغلغلت في كل شيء … في الشوارع وفي الملاعب ، في المسارح والمقاهي ، في خطاب الإعلام وقرارات المحاكم ، في سياسة الدولة وتعليمات الجيش والشرطة … وحين انقلب السحر على الساحر ، وصار هذا الفكر الذي سيطرنا به على الآخرين دهورا اكبر من لجام رجال الدين … اذ انتج هذا الفكر رجال دين يخصونه ويجعلونه سلطانا على السلطان والها فوق الإله … له عقل يخالف العقول ولا قلب له ليخاطب القلوب ، قلنا : نحن من هذا براء !

انتهى اخي من التدريب العسكري السريع والمكثف ليشارك في الحرب التي يستعر اتونها بين جيش المستعمرة وبعض الجماعات الإسلامية المسلحة ، ودعت أخي الأكبر وهو في كامل عتاده العسكري متجها الى جبهة القتال ، نظرت الى ابي وكلانا يذرف الدموع على اخي الذي قد لا نراه مجددا وسألته : لماذا هذه الحرب ؟

أحبك يا ....


ليس حبا ، ولكنني احببتها … حبي لها لم يكن حبا تقليديا كالذي يتبادله العشاق ، بل لم يكن من الممكن اختزال شعوري تجاهها في كلمة حب …

لا زلت ابحث عن اسم لهذا الشعور … فالحب كما قرأت عنه وعرفته مع اخريات لم يكن بهذا الشكل والمضمون ، فأنا لا اريدها زوجة … لا لجمالها ولا لمالها ولا لدينها ولحسبها ونسبها ، لو اضطررتني ان اصف فيضان مشاعري تجاهها حبا فأنا لم احبها يوما … بل احببت الأسطورة التي انجبتها والضباب الذي يحرس شلالات ضفائرها

هي آخر الجبابرة … الدليل الوحيد المتبقي على ان الآلهة على هذه الأرض قد احبت وانجبت ، اغلب الظن ان زيوس الأحمق لم يحسب عواقب افعاله حين فعل ما فعله … الم تعرف ايها اللعين انني سألتقيها ؟ اما كان من الممكن ان تنبه كوبيد ليبقي سهامه بعيدا عني ؟ يداي اقصر من ان اتصارع معك ولكني لا استطيع مداراة شماتتي بك … لم تتخيل مقدار سعادتي حين اقلع البشر عن عبادتك … حين هدموا معابدك … حين ذهبت انت وبقيت هي

الحقيقة


ما هي الحقيقة ؟ هل هي وجهة سنصل اليها ؟ طريق نسير عليه ؟ ام انها وليدة عجزنا وحوجتنا ؟
صندوق كنز رسمنا الخريطة اليه مع اننا ما ملكناه يوما ولا نعرف اين هو ، فيه كل الإجابات التي اعجزتنا ، كل الثواب الذي استحققناه فما اتى ، كل عقاب اعدائنا الذي استحقوه فتأخر ، احبابنا الذين فارقونا ، احلامنا التي لم تتحقق وقيود كوابيسنا التي لا تنتهي … والأهم خلاصنا من الشك والندم ومن كل آفاتنا اللعينة
الحقيقة صخرة عظيمة ، لم نعلم من اين اتت … بعضهم قال نحتتها الآلهة والبعض قال هي نيزك لا قيمة له ، نظرنا في انفسنا وتشابهنا في الإنسانية ولهفتنا على الصخرة ، تحارب الآلهة فيما بينهم على ملكية الصخرة فبقي اقواهم … ثم قال : اجيبكم بعد حين
انقسم الناس حول الصخرة الى فريقين ، قسم اعتقد ان الصخرة اما انها تحتجز الحقيقة داخلها واما انها صخرة زيف … وفي الحالتين قرروا تحطيمها والوصول الى لبها ، والقسم الآخر بنى حول الصخرة الجيوش والمعابد ، قدسوها … ثم قالوا : لا تخرقوا السفينة فتغرقونا ! لا تعبروا الجسر بين البشر والآلهة ! وانتظروا وعد الإله …

إغتصاب جارية


من وجهة نظرك ما هو اسوء مصير ؟ لا أعني المصير بعد الموت لأن اسوء مصير ممكن هو الجحيم … ولكن ما هو اسوء مصير في الدنيا ؟ ما هي اسوء نهاية يمكنك أن تتخيلها ؟ ما هو اسوء مخاوفك ؟ … ان تصاب بشلل رباعي ؟ أن تموت غريقاً ؟ محترقاً ؟ أن يصيبك مرض يسبب لك الماً مبرحاً لا ينتهي ويعجز الأطباء عن علاجه كسرطان مثلاً ؟ ما هي الحادثة التي تتمنى الموت قبل حدوثها ؟



قصتي هذه قصة فتاة تتمنى الموت , الكل يخاف الموت لأنه نهاية كل شيء … لأنه مجهولالذي لا نعرف عنه شيئاً , لأنه قمة عجزنا وضعفنا وهو المحتوم الذي عجزنا عن الفرار عنه حتى الآن , ولكن لو حدث لكم ما حدث لي … لو دخلتم السجن الذي دخلته … لعرفتم أن موتي يعني حريتي , وحينها مرحباً بالموت .

إعدام كافر


لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن تكون هذه نهايتي , تقرأ وتسمع وتشاهد كل الفظائع في هذا العالم , وتعرف جيداً أن حياتك من الممكن أن تنتهي كما تعرفها أو تنتهي تماماً في أي لحظة … ولكن لسبب ما تظن أن كل هذا لن يحدث لك , لا ادري هل كنت اظنني رجلاً صالحاً أو محظوظاً في حياتي لأستحق خاتمة أفضل لقصتي , ولكن نهايتي فاقت اسوأ كوابيسي رعباً وألماً وظلاماً …

بدأت النهاية حين اضطرتني ظروف مهنتي للسفر , لا زلت اذكر جيدا وداعي الأخير لأسرتي … حين باركتني أمي وودعت زوجتي وقبلت رأس طفلي الرضيع ثم وقفت مطولاً امام صورة أبي رحمه الله , الآن وقد إقتربت النهاية كم أتمنى لو أنني لم أغادر , لو أنني قلت لهم الكثير , لو أنني اعطيتهم أكثر , ما أمر طعم الأماني حين تتحول الى ندم …