Saturday, September 10, 2016

السلف الصالح نسبياً (إهداء الى السلفيين وأنصار السنة)

مقدمة وتحذير
يحتوي هذا المقال على كلمات قد تكون خادشة للحياء او خارج اطار الآداب العامة , ولم انوي نقل هذه الكلمات والمواقف في هذا المقال الا من باب الأمانة العلمية , والهدف من هذا المقال هو أن يحفزكم اعزائي القراء ان تبحثوا في التاريخ بلا قيود ولا خطوط حمراء ... وهنا لا أعني التاريخ الذي يتبناه رجال الدين والتعليم والإعلام الرسمي , بل تاريخنا في عين الآخرين قبل أعيننا , لنصل الى موقف عادل ومحايد .
لطالما تبجح الماضويون وعبدة التاريخ أنهم بتمكنهم من التاريخ فهم الأجدر بتسيير شؤون الحاضر ورسم معالم المستقبل , هربهم الى التاريخ واضفاء القداسة عليه وعزفهم على وتر العاطفة الدينية هو لفشلهم في مجال العقل والمنطق , ولكننا اليوم نواجههم بتاريخهم ... لنقول لهم أن فهم التاريخ ليس حكراً عليكم ... أنكم مسؤولون عن تصرفاتكم حتى لو نسبتموها الى الإله ... أنكم لا تملكون الأرض ولا البشر .
د. ياسر ضحوي

Wednesday, September 7, 2016

نقد قانون إزدراء الأديان

في البداية اهدي هذا المقال الى المفكر الدكتور سيد القمني , وقبله الى شهيد الفكر والكلمة الدكتور فرج فودة ... الى كل من صودرت حريته او فقد حياته بسبب ممارسته حرية التفكير او التعبير , الى الشجعان الذي يعيشون في مجتمعات ترى الرصاصة انبل من الكلمة ويرون الحق مع الكثرة والغلبة ... الى هذه الأقلية أقول لا تهنوا ولا تحزنوا
فالنصر حليفكم وإن طال الحصار , فالرصاصة تصدأ والسجان يموت ... ولكن الفكرة باقية ما بقيتم
قانون حماية الأديان من السخرية والإزدراء ... هل هو قانون يحمي الأديان ومعتنقيها من الأذى النفسي أم أنه تأسيس لقمع الحريات ومصادرتها بإسم الدين ؟ وهل هذا القانون يعني أن الأديان فوق الإنتقاد ؟ قبل أن أحاول الإجابة على هذه الاسئلة يجب أن نفرق بين النقد والإزدراء ...

Tuesday, September 6, 2016

الحركة قبل الحزب

ان الوضع المزري الذي يرزح تحته الفكر الليبرالي في السودان بعد كل هذه السنين من التبشير بالفكر الليبرالي والمحاولات الفاشلة المتكررة لإنشاء احزاب ليبرالية قوية ومؤثرة لهو مدعاة للنظرة المتأنية والنقد الشامل والتصحيح الجاد ، والنقد الذي اعنيه هنا ليس اختلاقا للأعذار وتباكيا على الماضي كما يحلو للبعض ان يقول : قال الإسلاموي وفعل الإسلاموي ... وهنا لا انكر تأثير التضييق والمحاصرة التي يمارسها الإسلامويون ولكني ايضا ارفض ان تعطى مجهوداتهم اكبر من حجمها .
واذا اردنا ان نجيب عن سؤال لماذا فشل الليبرالي وسقط النسبي فريسة سهلة ولقمة سائغة للحكم الديني المطلق فلا بد ان نعيد صياغة السؤال اولا ... كيف نجح ارباب الإسلام السياسي واحكموا قبضتهم على عنق البلاد والعباد ؟
قبل ان تقارع خصمك لا بد ان تدرسه وتعطيه قدره دون استخفاف او تهويل ، فشل الليبرالي حيث نجح الإسلاموي بسبب النظرة المتصابية التي لا ترى ابعد من موطيء القدم مقارنة بالنظرة الواقعية والتفكير البعيد الذي تمتع بهما الإسلاموي قبيل سعيه للسلطة .
الليبرالي عندما اراد التأسيس لسياسية ليبرالية وجد الإجابة في الأحزاب الليبرالية ، ولكن ماذا قبل الأحزاب ؟

العقل الحداثوي , نيتشة نموذجاً

كانت فكرتي في البداية كتابة مقال عن ما بعد الحداثة , والحداثة وما بعد الحداثة مصطلحات غامضة ومعقدة ولا يستطيع قلم متواضع مثلي أن يحويها في مقال واحد , ولكن الضرورة ملحة جدا للكتابة عن الحداثة وما بعد الحداثة بشكل مبسط خصوصا لمن لم يألفوا هذه المصطلحات والحديث عنها ... فالكهنة الجدد يجعلون الدين تفسيرا لكل شيء واجوبتهم المختصرة على شكل وجبات سريعة هي المتداولة والرائجة الآن , فتجد احدهم لا يعرف متى بدأت حقبة الحداثة وما هي مميزاتها وما هو التغيير الثقافي والإجتماعي والإقتصادي الذي صاحبها ... وفي المقابل يختزل كل التاريخ البشري من قديم وحديث في أن دين الآخرين محرف وإنتفضوا عليه ولكن اخلاقهم هي اخلاق ديني لذا تجدهم قد تطوروا وتقدموا , واما انا فديني ليس محرفا لذا لم انتفض عليه ونحن لم نتمسك بتعاليم ديننا لذا تخلفنا وتقهقرنا ! وتجده راضيا جدا بهذا الإختزال المبتذل لأنه سمعه من الشيخ فلان أو الإسلاموي علان !
إننا حين نتحدث عن الحداثة وما بعدها نتحدث عن حقبة ذات ظروف وعوامل اثرت على البشرية جمعاء , وبما أننا لا نعيش خارج الواقع أو بمعزل عن التاريخ فإن فهم الحداثة وما بعد الحداثة هو حجر اساس في فهم تاريخ الإنسان , ولكن من اين نبدأ ؟ ... فليس لما بعد الحداثة تعريف متفق عليه , بل البعض لا يرى ما بعد الحداثة فترة مستقلة وما هي الا إمتداد للحداثة , وسنبدأ في حديثنا عن ما بعد الحداثة مع المفكر الفرنسي جان فرنسوا ليوتار وهو أحد رواد حركة ما بعد الحداثة في فرنسا .