Saturday, September 1, 2018

القانون المثالي , ما هو ؟ إسلامي أم علماني ؟


إهداء

أهدي هذا المقال الى روح شهيد الفكر والكلمة د. فرج فودة المتمثلة في إرثه الذي تركه لنا , لا زلنا أحفادك وعلى دربك ... لا زلنا نحارب أحفاد حسن ابنا ... وسنظل نحاربهم ... حتى ننتصر .


سيلاحظ كل من كان يتابع مقالاتي ويقرأ لي أن هذا المقال مختلف في فكرته عن أسلوب كتابتي الذي تعودتموه , ففي مقالاتي السابقة ابدأ دائماً بمعضلة أو تساؤل ثم الجاً الى عدة مصادر لأصل الى نتيجة أو حل من وجهة نظري الشخصية , لكن هذا المقال الذي أحاول أناقش فيه قضية القانون وكيف نصل الى الصيغة المثلى للقانون الذي يجب أن نطبقه و نتحاكم عليه يحتاج مقاربة مختلفة ...

إن المأساة الحقيقة التي تواجه المجتمع السوداني خصوصاً والمجتمعات المتأسلمة التي ترفض العلمانية لصالح الإسلام السياسي عموماً هي بساطة التفكير ... وهذه البسساطة في التفكير ليست وليدة صدفة , بل هي نتاج تجهيل وتغييب ممنهج . إن بساطة المقدمات تؤدي الى بساطة النتائج مهما كانت طريقة الإستنتاج ... فعندما تناقش أحد مؤيدي الإسلام السياسي فإن الأرضية المشتركة التي يجب أن تقف عليها ليناقشك تؤدي الى حتمية النتائج التي يؤمن بها ...

Sunday, August 5, 2018

الى ملائكتي الصغار

ابنائي وبناتي اللذين لم أنجبهم بعد ... ولا أدري هل ستأتون الى الوجود أم لا , أكتب إليكم هذه الرسالة وكلي أمل أن تقرأوها وأنتم بأفضل حال ... أتمنى بكل كياني أن يكون حالكم خيراً من حالي وأن لا تحاصركم الهموم والآلام كما أنا محاصر الآن .
أكتب لكم وعمري 32 عاماً ولم أتزوج أمكم بعد , في الحقيقة لا زلت أبحث عن إمرأة بها أتجاوز هذا الرعب الذي ينتابني حين أفكر في الإنجاب أو أن أكون أباً ... لا تسيئوا فهمي فلا مشكلة بيني وبين الأطفال أو الطفولة , بل على العكس ... وجدت نفسي منذ الصغر أحب الأطفال جداً , كان الأطفال وما زالوا بالنسبة لي أجمل مافي هذا الجنس البشري ... الطفل المولود حديثاً هو التعبير الوحيد والحقيقي عن الحرية التي نفقدها ونقضي حياتنا كلها نبحث عنها , كما قال مكسيم غوركي : الحرية هي أول خمس دقائق وُلدت فيها أبكي عارياً، بلا أسم ، بلا خطيئة ، بلا توجهات ، وبلا حقد بشرّي .
الأطفال هم الصفحة البيضاء الوحيدة في تاريخ البشرية الأسود , يمسك المجتمع بهذه الورقة البيضاء فيكتب لهذا الطفل المسكين إسمه ودينه وجنسيته ليعيش حياته يسمي نفسه بإسم لم يختره , يفتخر بجنسية لم يخترها , يدافع عن دين لم يختره ...
بدأ رعبي من فكرة أن أكون أباً مع طفولتي , قبل حتى أن أبلغ أو أن أشتهي النساء ... بدأت مع حكايات أبي وأمي عن أخوي اللذين ماتا قبلي وبعدي

Sunday, July 22, 2018

أزمة منتصف العمر

ما هي اللحظات الفارقة التي عشتها في حياتك ؟

بالنسبة لي هي لحظات معدودة لم يعد شيء بعدها كما كان , أهمها وآخرها كان قبل عدة أيام ... عندما إنتزعت أحد اضراسي المهترئة بيدي أمام المرآة , نهاية متوقعة لذلك الضرس الذي عاش يعاني لأنه وجد في في فم شخص محب للحلويات ولعدة عادات مضرة بالصحة ... وسواء كان مصير هذا الضرس هو سلة النفايات أوأن يتحلل مع قومه في قبري فالنهاية واحدة ... الفناء .

Wednesday, April 18, 2018

في نقد ناقدي الحداثة وما بعد العلمانيين في السودان

لم أدخل عالم السياسة والأحزاب الإلكتروني مؤخرا ، كنت قد انتهيت من الإمتياز وأعمل طبيبا عموميا في مستشفى إبراهيم مالك ، لم تكن أسرتي مهتمة بالسياسة أو الأحزاب ... فأبي رجل شاعر يتغنى بقصائده القديمة وذكريات صباه ، معارضته للوضع السياسي ليست نابعة من انتماء حزبي أو أيديولوجي ... بل من مقارنة الوضع الحالي بزمن جميل عاشه ، حين كان السودان حرا كريما ، أما أمي فإمرأة طيبة وبسيطة لها مكتبة دينية ضخمة ، أكثر من عشرين عاما من الإغتراب لم تشتري فيهما ذهبا ولا عقارا ... لم تدخر في حياتها إلا مكتبتها الدينية ، ورغم غزارة معرفتها الدينية إلا أنها لم تكون يوما متشددة ... إن فوت أحد أبنائها الصلاة تدعوا له بالهداية ، التدين بالنسبة لها دافع للتفاؤل والأمل ... سيهدي الله أبنائي وبناتي وسيصلح حالنا طالما أننا نصلي وندعو .

بداية حياتي التي قضيناها في الغربة وأسرتي التي تنسب أغلب أحداث الأرض الى ملكوت السماء لم يخلق لدي الدافع لاقتحام مجال السياسة أو أنتمي إلى حزب ما حتى بعد أن بدأت دراستي الجامعية في السودان رغم أن ممارسة السياسية كان محظوراً في الجامعة التي درست فيها ، أعتقد من تجربتي الشخصية أن السودانيين الذين تَرَكُوا السودان وخصوصا بعد بطش نميري وإتجه جزء كبير منهم الى المملكة وخصوصا مع ثروتها البترولية قد عزفوا عن السياسة وكل ما يمت لها بصلة ... لا ينضمون إلى حزب ولكنهم ينتقدون الأحزاب بكل إستفاضة وإحترافية ، لا يشاركون في التغيير وينتظرون قدومه بفارغ الصبر ، معتقلات وبيوت أشباح في السودان وحكم ملكي ديني في المملكة ، وبين هذه المطرقة وهذا السندان صارت السياسة من أكبر الموبقات والمهلكات ... والأدهى والأمر أن أبي وأمي وجيلهم قد ورثوا هذا الرعب من السياسة إلى جيلنا ، كبرنا وهم يرددون على أسماعنا : لا تقربوا السياسة ! السياسة مجال قذر لا ينجح فيه إلا القذرون ! كل من دخلوا عارضوا النظام إما في المقابر أو في السجون ! وكبرنا مثلهم ننسب سوء حالنا الى معاصينا وثراء الفاسدين وسيطرتهم الى انها امتحان إلهي لندخل الجنة وأن الوضع المزري في الأرض سببه إرادة السماء .

Friday, March 30, 2018

نضال غريبي , يالسخرية القدر وعبثية الوجود !

تحياتي نضال ... ولك من إسمك نصيب أيها المناضل الغريب , تحية طيبة من غريب مثلك لم يجد مكاناً ينتمي إليه , أكتب لك هذه الرسالة بعد أن وصلني خبر أنك أنهيت حياتك وتركت هذه الحياة البشعة , شجاعة أحسدك عليها ... أعلم أن رسالتي لن تصلك ولكن ربما أكتبها لنفسي وأنا أخاطبك , كلام أحب أن أكتبه لك بعيداً عن الأغبياء الذين يرون أن قتل الآخر جريمة تغتفر ولكن قتل نفسك جريمة لا تغتفر ! القاتل قد يدخل الجنة ليتنعم بخمر ونساء بينما المنتحر لا خمر له ولا نساء ... ولكن لست قلقاً , فأمثالنا لا تغريهم خمور لا تسكر ونساء لا تحيض ولا تلد ولا تقرأ ولا تكتب ولا تدخن ولا تشرب القهوة ولا تجيد شيئاً إلا إحتراف الجنس .
لم يخالجني شعور كهذا وحوجة ماسة لكتابة رسالة الى منتحر إلا لفتاة إنتحرت , تناسيت إسمها عمداً كي لا أزور صفحتها على الفيسبوك التي أصبحت مزاراً كما ستصبح صفحتك وكتاباتك مزاراً بعد موتك ... قبل موتها كتبت عن معاناتها والضرب المبرح الذي تعانيه على يد أخيها الأكبر , كانت جميلة جداً بكل ما تعانيه من ألم , إبحث عنها في الجحيم الذي حاكمونا به وبلغها تحياتي ... ولو أنني أظن وأحياناً أتمنى أن تجدا الراحة في العدم .
لم تكن يوماً صديقي ولم أعرفك يوماً , أحد الخسائر الفادحة التي أضيفها الى حائط بطولاتي التي لم ولن تنتهي . أكثر ما إستفزني أنني عندما قرأت كتاباتك التي حاولت جاهداً في حياتك أن تشرح فيها أفكارك ومواقفك وقناعاتك ودهاليز عقلك المعقدة أنني شعرت أنك قريب جداً مني ... يبدو أن حالتي معقدة جداً وأن مصادقة الأموات هي خياري الوحيد بعد فشلي مع الأحياء .
ربما كنت تبحث عن من يفهمك , والمضحك المبكي أنني أفهمك تماماً ... ولكن للأسف لا أستطيع تبشيرك أنك وجدت ما تبحث عنه , فأنا لا أجيد لغة الأموات ...

Wednesday, December 13, 2017

خطر السلفية (الإسلام السياسي) المسكوت عنه

أعطني الحرية أو أعطني الموت

باتريك هنري


أهدي هذا المقال الى ضحايا تفجير مسجد الروضة بسيناء , أمر مؤسف تدمع له الأعين ويندى له الجبين أن يحدث في مصر التي أنجبت فرج فودة وطه حسين ونجيب محفوظ هذه الجرائم الإرهابية االبشعة ... من أشخاص لا يمنحون حق الحياة إلا لأنفسهم ويقتلون ويدمرون بإسم فرض أفكارهم ومشاريعهم بالقوة مختبئين وراء قدسية الإله التي يبررون بها محاربة التفكير الحر وحرية العقيدة والدولة الديمقراطية

أكتب لكم هذا المقال ليس كسوداني علماني , بل كإنسان من ساكني هذا الكوكب , والفئة التي أكتب عها هذا المقال لأبين خطرها المحدق بنا جيمعا لا تقتصر فقط على من يسمون نفسهم سلفيين ... بل على كل أصحاب العقول الماضوية 
والثيوقراطيين المسلمين عموما , بمعنى من ينادون بقيام دولة دينية إسلامية سواء كانوا سلفية أو أنصار سنة أو سروريين أن جهاديين أو دواعش أو أي كانت اسمائهم وإنتماءاتهم طالما انهم ثيورقراطيون يتفقون في الأجندة والمهمة ... قيام الخلافة

Friday, August 25, 2017

أروى

حبيبتي اروى
معاناتنا بدأت
حين توهمنا أن لقصتنا
نهاية أخرى
مأساتنا بدأت
حين آمنا بالحب
وكفرنا بالعرق والقبيلة
وبكفاح الفلاحين
ضد الأسر النبيلة
جريمتنا يا أروى
أننا لم نأكل من الشجرة
لم ننسف عجل السامري
ولم ننتظر المن والسلوى
أو بالأحرى
أجرمنا حين ظننا
أن لنا نهاية أخرى