Thursday, January 26, 2017

السنة والسياسة

في مجتمعاتنا ذات الغالبية المسلمة يصطدم حراك الحداثة والتنوير بثقافتنا الماضوية المصابة بداء الأسلمة , فكل شيء لا بد أن يكون إسلامياً ... فاللبس إسلامي والتشريع إسلامي والقانون إسلامي والحكم إسلامي والمجتمع إسلامي وكل صغيرة وكبيرة لا تتكسب شرعية الوجود إلا إذا كانت ذات بصمة إسلامية , وهنا نحن أمام معضلتين ... الأولى في تعريف ما هو إسلامي وما هو غير إسلامي , والثانية في أن نثبت أو ننفي أن حق التفكير والتعبير والممارسة هل يقتصر على ما هو إسلامي أم لا ؟ فهل قوانين الشريعة التي ينادي بها رجال الدين من قطع يد السارق وجلد الزاني وقتل المرتد هل هي إسلامية حقاً أم لا ؟ وهل وصم نمط التفكير أو الخطاب الآخر بأنه غير إسلامي يمنحنا الحق في قمعه وإسكاته ؟ والآفة التي أصابت مجتمعاتنا حتى هذه اللحظة أننا الى الآن لم نثبت حق الإنسان في التفكير والنقد الحر ... فرجال الدين الذين يختبؤن خلف قداسة الإله منطلقين من دعواهم بشمولية الدين لكل شيء قسموا كل شؤون حياتنا الى ما هو إسلامي وغير إسلامي , حتى صارت هذه الدعاوى جزءاً من لا وعي مجتمعاتنا ... لم نستطع حتى الآن بعد وصمة العار التي لحقت بالعلمانية أن نحدد ما هو الشأن الديني وما هو خارج الشأن الديني , لذا نجد الحداثيين ودعاة التغيير عندنا يحاولون أن يستمدوا من قداسة الدين ويستفيدوا من الثقافة السائدة بدل أن يحاولوا تغييرها , فبدل أن يعيدوا تعريفنا للدين وفهمنا له يحاولون تغيير تعريف ما هو إسلامي ووصف خطابهم بأنه الخطاب الإسلامي الجديد وليس خطاباً كافراً أو زنديقاً أو مبتدعاً كما يصفه الأصوليون لأنهم لا يزالون عالقين في ثنائية القداسة والدناسة .

وهؤلاء ليسوا على إستعداد أن يدفعوا ضريبة تغيير حقيقي في الثقافة أو إنقلاب في المفاهيم , بل هو تمرير لأجندتهم بما يتوافق ما ثقافة المتلقي وقناعاته . هؤلاء عاجزون أن يسألوا الأسئلة الصعبة مثل : هل الدين في خدمة الإنسان أم الإنسان في خدمة الدين ؟ هل الدين مع مصلحة الإنسان أم ضدها ؟ هل نتبع الماضي لأنه مقدس أم لأنه يحقق مصالح الإنسان ؟ هل تحقيق مصالح الإنسان بما يخالف موروثنا الدين خروج عن رضا الإله وطاعته ؟
وعندما نسلك الطريق السهل والقصير للتغيير ونحاول أن نستمد من قداسته وأن نكون رجال الدين الجدد وأصحاب الفهم الجديد للدين ... وفي سبيل زحزحة القديم وتغيير مفهوم إسلامي من ما هو في الماضي الى ما فيه المصلحة لا بد أن تثار قضية الأحاديث أو ما يسمى بالسنة النبوية , هل السنة النبوية المتدخلة في كثير من شؤون حياتنا وحي أم لا ؟ هل هي تابعة للقرآن أم مساوية له أو متفوقة عليه ؟ هل فيها ما هو تاريخي ومخصوص أم أنها مطلقة ؟ والحديث عن مفهوم الوحي والنص القرآني حديث شائك وطويل أتركه الى سانحة أخرى ... ولكني في هذا المقال أحاول أن أعالج قضية تعاملنا مع الماضي وتحديداً مع السنة , هل نقبلها بشكل كامل كما ينادي الأصوليون بما فيها من خرافات مثل إرضاع الكبير وبول البعير وتغميس الذباب ؟! أم نرفضها بشكل كامل كما ينادي بعض المتطرفين من القرآنيين ؟
في متابعتي لعدة نقاشات وحوارات بين هاذين الموقفين المتناقضين تماماً تجد عدة اسئلة ووجهات النظر تثير السخرية والحسرة في نفس الوقت , فالقرآني يرى أن من واجب المسلم تنزيه الدين عن كثير من ما حوته كتب الأحاديث والسير , ويرى أن ان العبادات وقد وصلت الينا عن طريق التواتر العملي والتلقين جيلاً بعد جيل وكان المسلمون يعبدون ربهم قبل تدوين السنة وكانوا سيستمرون في العبادة حتى ولو لم تدون , بينما يصر السلفي على أن لا إستغناء عن السنة , بل قرأت على الفيسبوك عدة كتابات ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين مفادها أن القرآني يجب أن لا يأكل الكبد ولا السمك لأن الكبد دم والسمك ميتة وكلاهما محرمان لولا حديث أحلت لكما ميتتان ودمان ... ويبدوا أن هؤلاء لا يعرفون ما هو الدم أساساً , وما الذي جعل الكبد والطحال وهما عضوان داخل الجسد دمأ دوناً عن باقي الأعضاء ؟! لماذا لا يكون الدماغ ومخ العظم والأمعاء ايضاً دماً محرماً ؟! هل يمكن لطبيب يريد أن يزرع كبداً لشخص ما أن يخلطه في الخلاط ويعطيه للمتلقي عن طريق الوريد بصفته دماً ؟! وهل يريد السلفي من القرآني أن يخترع طرقاً لصيد السمك والجراد على قيد الحياة ثم إنشاء مذابح ومسالخ للسمك والجراد ليؤكلا على الطريقة الإسلامية ويكونا حلالاً ؟! يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ...
في هذا المقال اعزائي القراء سنتحدث بشكل مفصل عن السنة وتأثيرها في التاريخ الإسلامي لنصل الى موقف عقلاني ومنطقي منها , ونبدأ مع تدوين السنة ...
تدوين السنة
متى بدأ تدوين السنة ولماذا ؟ حينما نقرأ في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال : (لا تكتبوا عني غير القرآن , ومن كتب عني غير القرآن فليمحه , وحدثوا عني ولا حرج , ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) نجد نهياً واضحاً قاطعاً وصريحاً عن كتابة السنة , إذن متى كتبت ولماذا ؟! الجواب أن القرن الأول من الهجرة قد مضى ولم يكتب من السنة شيء وكان هذا النهي قائماً وكانت السنة سائبة بين السنة الناس دون مستند يفرق بين الصدق والكذب حتى أتيح تدوين السنة من عمر بن عبد العزيز في بداية القرن الثاني الهجري لوضع حد للكذب على النبي وإكتمل جمعها في القرن الثالث عن طريق الرواية والسماع نقلاً عن من قبلهم وصولاً الى النبي , وإعتمدت هذه الطريقة على الثقة بعدالة رجال الإسناد وصدقهم .
وهناك أدلة أخرى عديدة تؤكد على النهي عن تدوين السنة مثل : عن أبي هريرة قال : (خرج علينا رسول الله ونحن نكتب أحاديثه فقال : ما هذا الذي تكتبون ؟ قلنا : أحاديث نسمها منك يا رسول الله . قال : كتاب غير كتاب الله ؟ قلنا : أنتحدث عنك ؟ قال : تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) يقول أبو هريرة : فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار . (تقييد العلم , الخطيب البغداداي)ويقول زيد بن ثابت : إن الرسول نهانا أن تكتب أحاديثه .
ولكن في النقاش حول موضوع تدوين السنة تجد من يستدل بأحاديث منسوبة الى الرسول تثبت إباحة كتابتها بعد النهي عنه , منها : روى الصحابي راجح بن خديج قال : (قلت يا رسول الله : إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها ؟ قال : إكتبوا ولا حرج) (رواه السيوطي في التدريب وضعفه السيد رشيد رضا في مجلة المنار) , وروى الترمذي عن أبي هريرة : (أن رجلاً كان يجلس الى رسول الله , فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يقدر على حفظه , فشكا ذلك الى رسول الله . فقال له : إستعن على حفظك بيمينك) (روى الترمذي هذا الحديث بسند الى خليل بن مروة , يقول فيه البخاري أنه منكر الحديث) وفي رواية ان إبن عمرو إبن العاص جاء يستفتي رسول الله في كتابة أحاديثه فأذن له . قال : أأكتب كل ما أسمع منك ؟ قال : نعم . قلت : في الرضا والغضب ؟ قال : نعم . فإني لا أقول إلا الحق . (سنن الدارمي)
ورغم للتناقض الذي قد يظهر بخصوص النهي عن تدوين السنة هل كان نهياً قاطعاً ومستمراً حتى وفاة الرسول أم أنه كان نهياً مؤقتاً فالظاهر من الوقائع التاريخية أن الأقرب الى الصواب هو أن النهي إستمر الى وفاة الرسول بدليل تمسك الصحابة بهذا النهي وإحراق وإتلاف ما كتب منها وأن تدوين الأحاديث لم يبدأ إلا في زمن متأخر بعد وفاة الرسول , ومن ذلك تشدد عمر مع الصحابة الذين أكثروا الحديث عن رسول الله , فقد روى عبد الرحمن بن عوف فقال : والله ما مات عمر حتى بعث الى أصحاب رسول الله : عبد الله بن حذيفة , وأبي الدرداء , وأبي ذر , وعقبة بن عامر , فجمعهم وقال: ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ؟ قالوا : أتنهانا ؟ قال : لا . أقيموا عندي , والله لا تفارقوني ما عشت . قال : ومنع خروجهم من المدينة . وفي رواية أنه حبسهم . (رواه إبن عساكر ومحمد بن إسحاق . تذكرة الحفاظ , الذهبي , والأحكام , إبن حزم , ج2 صفحة 139) وإن كان الهدف من جمع الأحاديث وإنشاء علم الحديث هو التصدي للكذب على الرسول وعلى لسانه فإن هذا المقال سيدرس هذا الموضوع من زاوية أخرى , ليوضح كيف تم إستغلال ما يسمى بالأحاديث في شتى المجالات وخصوصاً المجال السياسي .
الأحاديث وإستغلال الدين سياسياً
مر القرن الأول من الهجرة ولم يدون من السنة شيء , ولم يعرف عن صحابي أو تابعي أنه كتب من الأحاديث إلا ما أراد حفظه ثم أتلفه , وإذا كان تدوين الاحاديث قد بدأ لضبطها ومنع الكذب على الرسول وتوسع الدولة ودخول مختلف الأعراق والثقافات تحت حكم المسلمين وغياب السلطة التشريعية بعد وفاة الرسول ... فإن بداية الكذب على الرسول كانت في أحاديث المناقب التي قالها الرسول مادحاً بعض أصحابه , وتم إستخدام هذه الأحاديث في النزاعات بين الصحابة كدعاية لهم وتفضيلهم على خصومهم .
فبعد أن آلت الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان فرض على ائمة المساجد شتم الإمام علي والحط من قدره والدعاء للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه , وذكر أحاديث تذكر مناقبهم وتفضلهم عليه , ورد الشيعة على هذه الأحاديث بأحاديث ترفع من شأن علي وتفضله على باقي الصحابة .
 يقول إبن عساكر : (كان أول عمل عمله معاوية بعد أن إستولى على الحكم , أن كتب الى عماله في جميع الآفاق بأن يلعنوا علياً على المنابر) ويقول : (كانت مجالس الوعاظ في الشام تختتم بشتم علي ابن أبي طالب) . وعندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة منع شتم علي أو تجريح أحد من الصحابة , ثم أمر بتدوين السنة وتنقيحها من الأحاديث الموضوعة والمفتراة لأغراض سياسية ونزاعات بين الصحابة , فأمر عمر بن عبد العزيز بعض العلماء الذين كانوا يعاصرونه بجمع السنن , منهم ابن شهاب الزهري الذي كان يتحفظ على كتابة السنة . وكان يقول : (لولا أحاديث كانت تأتينا قبل المشرق ننكرها ولا نعرفها ما كتبت حديثاً ولا أذنت بكتابتها) , ويقول الزهري : (كنا نكره كتابة السنة حتى أكرهنا عليها هؤلاء الأمراء) , ويقول : (لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني) ويقول : (أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفتراً دفتراً . فبعث الى كل أرض له عليها سلطان دفتراً) (جامع بيان العلم إبن عبد الله , وتقييد العلم الخطيب البغدادي)
يتضح لنا مما سبق أن السبب الرئيسي لجمع الأحاديث الذي أمر به عمر بن عبد العزيز هو إنتشار الكذب على الرسول وإستخدام الأحاديث في صراعات سياسية , فأتباع معاوية يشتمون علياً ويمجدون من سبقه والشيعة يمجدون علياً على غيره من الصحابة , وكلا الفريقين يدعي أن كلام الرسول في صفه وأن الرسول قد مدح فريقه ومذهبه وطائفته , يقول إبن سيرين : كان الناس لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة , فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد .
يقول أبو جعفر الإسكافي وهو من ائمة المعتزلة : إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة عن علي بن أبي طالب تقتضي الطعن فيه والبراءة منه , وجعل لهم على ذلك جعلاً , فإختلقوا له من الأحاديث ما يرضيه , منهم أبو هريرة وعمر ابن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير .
ففي صحيح البخاري نلاحظ بشكل واضح تفضيا ابوبكر وعمر وعثمان على علي , عن عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول : كنا في زمن رسول الله لا نعدل بأبي بكر أحداً , ثم عمر بن الخطاب , ثم عثمان . ثم نترك أصحاب رسول الله لا نفاضل بينهم . فلو إستمر قول عبد الله بن عمر وذكر علياً لكان ذلك تفضيلاً له على معاوية , وأيضاً نجد في البخاري حديثاً لعمرو بن العاص يقول : (قلت لرسول الله أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قلت : من الرجال ؟ قال أبوها , قلت : ثم من ؟ قال : عمر بن الخطاب) , ولا يمكن لعمرو بن العاص أن يذكر عثمان لأنه حرض الناس على قتله حين حوصرت داره , ولا يمكن أن يذكر علياً لأنه إنضم الى معاوية وهو صاحب التحكيم الذي قام على الغش والخديعة . ونجد أيضاً في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال : صعد النبي الى جبل أحد , هو وأبوبكر وعمر وعثمان , فرجف الجبل بهم , فقال النبي : (أثبت أحد . فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) وهنا سؤال : هل يعلم النبي الغيب ليتنبأ بمصير عمر وعثمان ؟ هل علم بالفتنة التي ستصيب المسلمين ولم يحذرهم منها ؟ هل علم ترتيب الخلفاء من بعده وكيف ستنتهي خلافتهم ؟ أم أنه حديث تم إختراعه بعد وفاة عثمان ؟!
بل إن ابن عساكر يذكر حديثاً عن أنس بن مالك عن رسول الله قال لعثمان : (يا عثمان , إنك ستتولى الخلافة بعدي , وسيريدك المنافقون على خلعها , فلا تخلعها , وصم ذلك اليوم تفطر عندي) يال العجب ! إن هذا الحديث لا يجعل النبي عالماً بالغيب وحسب ! بل يجعل من يعارض حكم عثمان منافقاً ! ويجعل تمسك عثمان بالخلافة ضد معارضيه أمراً نبوياً ومشيئة إلهية ! أما بخصوص علي بن أبي طالب فتجد حديثاً في صحيح مسلم أن النبي قال : (حب علي إيمان وبغضه نفاق) , ويروي النسائي والترمذي وإبن ماجه عن إبن عباس عن رسول الله قال لعلي : (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر) وهذان الحديثان أيضاً يجعلان من يبغض علياً منافقاً وكافراً كما كانت معارضة عثمان في (حقه الإلهي في الخلافة) نفاقاً , وأما البخاري فقد ذكر عدة أحاديث في مناقب عثمان ثم إختتمها بقول إبن سيرين : (إنه يرى عامة ما يروى عن علي هو الكذب)
وأما عائشة فقد إختلفت الأحاديث حسب وجهة النظر السياسية وبين من يقف معها أو ضدها , ففي شرح نهج البلاغة روى إبن أبي حديد فقال : (جاءت عائشة وحفصة ودخلتا على عثمان أيام خلافته , وطلبتا منه أن يقسم لهما إرثهما من رسول الله . وكان عثمان متكئاً , فإستوى وقال لعائشة : أنت وهذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهر ببوله وشهدتما أن رسول الله قال : نحن معشر الأنبياء لا نورث . فإذا كان حقيقة أن رسول الله لا يورث فماذا تطلبان بعد هذا ؟ وإذا كان رسول الله يورث فلماذا منعتم فاطمة حقها ؟ فخرجت عائشة من عنده غاضبة وهي تقول : اقتلوا نعثلاً فقد كفر) , وأما البخاري فتتراوح مكانة عائشة بين أفضل النساء وبين أصل الفتنة ! يروي البخاري حديثاً عن أبي موسى الأشعري عن النبي أنه قال : (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية إمرأة فرعون , وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ثم يروي في حديث آخر عن عبد الله بن عمر قال : قام النبي خطيباً فأشار الى مسكن عائشة فقال : (ههنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان) فهل تم إختراع هذا الحديث لأن عائشة بعد أن حرضت على قتل عثمان طالبت بالثأر له وقادت جيش الأمويين لمحاربة علي ؟
وأما فيما يخص الحسن والحسين فإن أغلب روايات البخاري كانت في مدح الحسن دون الحسين , فالحسن هو الذي تنازل لمعاوية وأيده وبايعه , فيروي البخاري حديثاً لأبي بكرة يقول : سمعت رسول الله على المنبر والحسن الى جانبه , ينظر الى الناس مرة واليه مرة ويقول : (إبني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) وروى فخر الرازي في تسير سورة الكوثر قال : (ان رجلاً قام الى الحسن بن علي وقال له : سودت وجوه المؤمنين بأن تركت الخلافة لمعاوية فقال له : لا تؤذني رحمك الله . فأن رسول الله رأى بني أمية في المنام يصعدون منبره رجلاً رجلاُ , فساءه ذلك , فأنزل الله (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) فكان ملك بني أمية كذلك) يتضح لما مما سبق أن تنازل الحسن ليس بسبب المال الذي دفعه له معاوية بل إستجابة لدعوة الرسول ! وأن حكم بني أمية ليس إغتصاباً للحكم وصراعاً بين الأمويين والهاشميين بل وحياً إلهياً !
وتستمر حلقات مسلسل التقديس وإكساب الشرعية الدينية للمواقف والأحداث السياسية , فيفرد البخاري باباً كاملاً في مناقب معاوية بن أبي سفيان , فهناك أحاديث مأخوذة عن الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وأكثرها مسندة الى أبي هريرة في تقديس معاوية , منها : أن النبي أخذ القلم من يده فدفعه الى معاوية ,أن النبي قال : الأمناء عن الله ثلاثة : أنا وجبريل ومعاوية , أن النبي ناول معاوية سهماً وقال : خذ هذا السهم حتى تلقاني في الجنة . بل إن البخاري الذي يروى الأحاديث عن معاوية ويعتبره ثقة وفقيها رفض أن يروي للصحابي أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني لأنه كان متشيعاً لعلي بن أبي طالب , بينما روى له مسلم وغيره (الخطيب البغدادي : الكفاية) وهذا يثبت الى أي مدى تأثر ما يسمى بعلم الحديث بالسياسة والصراعات السياسية بين الصحابة .
الأحاديث في خدمة السلطان
الأحاديث أو السنة لم تستخدم فقط في إكساب صفة الشرعية أو القداسة بين الصراعات السياسية بين الصحابة , بل أيضاً إستخدمت لضمان الحق الإلهي للحاكم , وبما أن السنة هي وحي كما القرآن كما يقول الأصوليون إذن فإن الإذعان للحاكم أيضاً أمر إلهي وإخضاع الحاكم للرعية حق رباني , فيروي البخاري عن الزبير بن عدي قال : (أتينا أنس بن مالك , فشكونا إليه ما نلقاه من الحجاج فقال : أصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم , سمعته من نبيكم) بمعنى أن وصية النبي لمن تضرر من الحاكم أن يسكت ويصبر , لا أن يعترض بشكل سلمي أو أن يحاول التغيير للأفضل , فالوحي الإلهي إقتضى أن يسير العالم من سيء الى اسوأ وأنه على الإنسان أن يسكت ويسلم ويستسلم ! ويروي البخاري عن أبي هريرة قال : (قال رسول الله : ستكون فتن , القاعد فيها خير من القائم , والقائم خير من الماشي , والماشي خير من الساعي) وهذا حديث آخر يؤكد على أن خير ما يفعاه المؤمن في وقت (الفتن) هو أن لا يفعل شيئاً ... ويلعب دوراً سالباً وينتظر أي كان سواء كان علياً أو معاوية , كان يزيداً أو الحسين , ثم يطيع ويصبر.
ويروي مسلم حديثاً عن عبد الله بن عمر قاله في وقعة الحرة , حين ثارت المدينة على يزيد بن معاوية ورفضت مبايعته بالخلافة , ووقفت في وجه جيشه الذي غزا المدينة , يقول إبن عمر : سمعت رسول الله يقول : (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) بمعنى أنك كمسلم يجب أن تبايع الخليفة ولا خيار لك خصوصاً وإن حاصرك بجيشه , ويظل خليفة حتى لو إرتكب الجرائم كما في وقعة الحرة , ورفضلك لمبايعة الحاكم أو وقوفك ضد ظلمه وإستبداده يعرضك لأن تموت ميتة الجاهلية , وكذلك حديث مسلم عن حذيفة بن اليمان الذي يقول فيه النبي : (تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فأسمع وأطع) وهذه هي وصية النبي والوحي الذي ختم الرسالات بالإذعان للحاكم الظالم الذي يجلد الظهور وينهب الثروات .
خرافة علم الحديث وبشرية الصحابة
نقطة هامة يجب أن نشدد عليها وهي أن علم الحديث ليس علماً أساساً مهما إحتوى من الفاظ منمقة مثل متن وسند وجرح وتعديل ومراتب , وخير ما قيل لتوضيح هذه النقطة هو ما قاله النووي في شرح مسلم عن خالد بن يزيد قال : سمعت محمد بن سعيد الدمشقي يقول : إذا كان كلاماً حسناً لم أر بأساً أن أجعل له إسناداً . (شرح مسلم) بمعنى أن يكفي أن يعجبك قول ما فتؤلف له سلسلة متصلة الى الرسول من أشخاص عاصروا بعضهم من الأسماء التي يثق بها الناس ليصبح هذا الكلام حديثاً . بل إنه من السخف اللامتناهي والمنقطع النظير أن تقرأ عن كل هذه الحروب والإختلافات السياسية التي حاولت جاهدة أن تسبغ على نفسها صفة القداسة وأن تعرف أن البخاري رفض عدة أحاديث للصحابة الذين وقفوا في صف علي ضد معاوية وأن البخاري وضع فصلاً كاملاً في مناقب معاوية (ولا فصل في مناقب الحسين) ثم تؤمن بأن الأحاديث وحي خالص خال من الأهواء والتحيزات البشرية !
إن الأحاديث يتم الترويج لها بالتقديس , بدءاً بتقديس البخاري وإنتهاءاً بتقديس الصحابة ... لذا فمن الأهمية بما كان أن تكسر هذه الهالة من القداسة وأن نرى الصحابة على طبيعتهم البشرية المليئة بالأخطاء والعيوب كسائر البشر , ونبدا بمعاوية الذي بعد أن فتح مصر بقيادة عمرو بن العاص أرسل له عمرو بن العاص محمد بن أبي بكر مقيداً , فقتله معاوية وحشاه في جوف حمار وأحرقه , وقتل معاوية أيضاً عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بأن وكل من يدس له السم وذلك بعد أن تعاظم شأنه ومال الناس إليه بسبب لبأسه وجهاده في بلاد الروم وحصاره للقسطنطينية . وأما خالد بن الوليد فقد قتل مالك بن نويرة وضاجع إمرأته في نفس الليلة , كان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين وألحا على خالد أن يرسل مالكاً الى أبي بكر ليحكم في أمره , فرفض خالد وقال : لا أقالني الله إن لم أقتله . فإلتفت مالك الى زوجته ليلى بنت المنهال وقد لمح في عيني خالد إعجابه بها فقال : إن هذه هي التي قتلتني . قال خالد : بل إن الله قتلك برجوعك عن الإسلام . قال مالك : إني على الإسلام . قال خالد : يا ضرار إضرب عنقه فضرب عنقه , ثم أخذ خالد زوجته فبنى بها في تلك الليلة . ويروي بعضهم أن خالد كان يهوي زوجة مالك من قبل ويقول نمير السعدي في بيت شعر : قضى خالد بغياً عليه بعرسه *** وكان له فيها هوى قبل ذلك (عباس محمود العقاد : عبقرية خالد) وأما عمرو بن العاص حين كان ممثلاً لمعاوية أمام أبي موسى الأشعري الذي كان ممثلاً لعلي في التحكيم بينهما فقد كذب وخدع وغدر , فقد إتفق الحكمان على خلع علي ومعاوية وترك الأمر شورى بين المسلمين فتقدم أبو موسى وقال : إني خلعت علياً ومعاوية فإيتقلوا بأمركم وولوا عليكم من رأيتموه أهلاً بهذا الأمر . ثم تنحى وتقدم عمرو فقال : إن هذا قد خلع صاحبه وأنا أخلعه وأثبت صاحبي معاوية . قال أبو موسى : لا وفقك الله , لقد غدرت وفجرت , إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث . وأما أبو هريرة فبعد ان ولاه عمر على البحرين صار ثرياً في أقل من عامين , فإستدعاه عمر وقال له : يا عدو الله , سرقت مال الله . لقد وليتك البحرين وأنت بلا نعلين فمن أين لك هذا ؟ وحاسبه وأخذ منه عشرة آلاف دينار . (العقد الفريد , إبن عبد ربه , طبقات إبن سعد , وفتوح البلدان : البلاذري) وإشتهر عن أبي هريرة التدليس في الحديث ووكان ممن انكر أحاديث أبي هريرة عمر بن الخطاب وعائشة , يقول أبو هريرة : حفظت عن رسول الله وعائين , فأما أحدهما فبثثته , وأما الآخر لو بثثته لقطع هذا البلعوم . إشارة منه الى الأحاديث الغريبة والمستنكرة , ويقول رشيد رضا عن أبي هريرة : أنه إنفرد بأحاديث كثيرة كان بعضها معرضاً للإنكار أو مظنة لغرابة موضوعها , ومنها أحاديث الفتن وإخبار النبي ببعض المغيبات التي تقع بعده . ولذلك نرى الناس ما زالوا يتكلمون عن أبي هريرة .
يقول شيخ المعتزلة الإمام أبو جعفر الإسكافي فيما نقله عن إبن أبي حديد عن الأعمش قال : (لما قدم أبو هريرة الى العراق مع معاوية في عام المجاعة سنة 41هـ , جاء الى مسجد الكوفة , فلما رأى كثرة من إستقبله من الناس , جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته وقال : يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على رسول الله وأحرق نفسي بالنار , والله لقد سمعت رسول الله يقول : (إن لكل نبي حرماً , وإن المدينة حرمي , فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) . وقال : أشهد بالله أن علي بن أبي طالب أحدث فيها . قال : فلما بلغ معاوية مقالته أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة ... وهكذا اعزائي القراء إستشهد أبو هريرة بكلام منسوب لرسول الله ليثبت أن إبن عم رسول الله ومن آل بيته ورابع الخلفاء ... ملعون مطرود من رحمه الله !
وأنا في السطور أعلاه لا أقصد أبداً شيطنة من يسمون بالصحابة أو أن أقول أنهم أشرار لا خير فيهم , ولكني أقول أنه لا قداسة لهم , وأنهم بشر كانت لهم كبواتهم ومواقفهم المخزية رغم الصورة المثالية التي يحاول أن يرسمها من يدافعون عن ما يسمى بالسنة ويقتاتون من وراء الدين .
ويستمر الإستغلال
إن إستغلال الأحاديث لخلق هالة القداسة وخلق المكانة الإجتماعية والشرعية السياسية لم ينته في عهد الأمويين , بل إستمر حتى يومنا هذا ... ففي البخاري تجد حديثاً عن أنس بن مالك قال : كان عمر بن الخطاب إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب . فكان يقول : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا , وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فإسقنا , قال فيسقون . ومن المرجح أن هذا الحديث قد وضع في العصر العباسي تقرباً الى العباسيين , وإلا فكيف يستسقي عمر بالعباس ولا سابقة له في الإسلام وأسر يوم بدر وأسلم بعد فتح مكة ؟ بل إن وضع الأحاديث لم يقتصر على رجال الملك والسلطة , بل وضعت الأحاديث في تبجيل وتقديس مؤسسي الطرق والمذاهب الإسلامية ورفعهم لمرتبة الأولاياء وأصحاب الكرامات ... أما الأحناف فقد ألفوا أحاديث في تقديس أبي حنيفة منها : أن النبي قال : (أنه آسف أن لا يكون في أمته لقمان في حكمته , فأخبره جبريل : نحن نجعل في أمتك نعمان مثل لقمان) (المناقب : المكي) وحديث آخر أن النبي قال : (يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة النعمان هو سراج أمتي) (الياقوتة : إبن الجوزي) , وأما الحنابلة فقالوا عن النبي أن سائلاً سأله في النوم : (من تركت لنا في عصرنا من أمتك نقتدي به يا رسول الله ؟ قال : عليك بإبن حنبل) (طبقات الحنابلة : أبي يعلي) , وأما المالكية فقالوا أنه مكث في بطن أمه سنتين كما قال الأحناف أن أبا حنيفة مكث في بطن أمه أربع سنوات ! ... ويروى حديث عن أبي هريرة أن النبي قال : (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة) (الإنتقاء : إبن عبد البر) علماً بأن أبو هريرة توفي عام 59هـ وولد مالك عام 93هـ , وقالت الشافعية في إمامها : (عالم قريش يملأ الأرض علماً) .
مخرج
إن نقاش قضية السنة وموقعها في الدين أم طويل وشائك , لا جدوى من مناقشة هل كان يجب أن تدون أو لا أو هل كان يجب أن يؤول للحكم لعلي أو الحسين لأن أحداث التاريخ قد سطرت ولا سبيل لتغييرها , حتى لو أردنا أن نناقش وضع السنة في وضعنا الحالي فلا بد أن نعرف السنة ونحدد أنواعها وموقعها من الدين ... وهذا أمر سيستعصي علينا كما إسنعصى على من قبلنا , فمثلاً في قضية الأحاديث الفردية التي رويت عن الرسول عن شخص أو شخصين ولم تنتشر في حياته وبعضها روي بعد موت الصحابي الذي سمعها من الرسول ... كالحديث الذي رواه عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه بعد وفاته فقال أن النبي لم يبح الوصية لأبيه بأكثر من ثلث تركته (صحيح مسلم) , فبعض المذاهب الإسلامية أخذت به وإعتبرته تشريعاً عاماً للمسلمين والبعض الآخر لم يأخذ به .
ومن أحاديث الآحاد التي رويت بعد وفاة النبي حديث رواه مسلم في صحيحه عن إمرأة تدعى فاطمة بنت قيس تحدثت به أثناء خلافة عمر فقالت إن زوجها طلقها طلاقاً بائناً في عهد النبي وأبى أن ينفق عليها , وليس لها مال ولا مأوى ولا أهل تأوي إليهم , فجاءت الى النبي وشكت حالها فقال : (لا نفقة لك ولا سكن , فإذهبي وإنتقلي الى بيت إبن أم مكتوم , فكوني عنده , فهو رجل أعمى , تضعين ثيابك أمامه فلا يراك) , فأنكر عمر هذا الحديث لما سمع به وقال : لا نترك كتاب الله وسنة نبيه لقول إمرأة لا ندري لعلها جهلت أو نسيت أو كذبت . وقال إن المرأة المطلقة لها الحق بالنفقة والسكن لقوله تعالى : (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) , إذن فقضية الأحاديث وأحاديث الآحاد قضية إختلف فيها الصحابة الأوائل أنفسهم ... فما بالك باليوم , ولكني في ختام هذا المقال أريد أن أقترح حلاً في شكل وجهة نظر تمنع إستغلال الدين سياسياً ...
نقطتان هامتان لا بد من التركيز عليهما أولاً , النقطة الأولى هي أنه لا يمكن عقلنة الدين بالكامل أو وضع الدين بأكلمه داخل إطار عقلاني ... فلا يمكن أن تجد سبباً منطقياً لكيفية الصلاة وإختلاف ركعاتها , أو لإختيار شهر رمضان للصوم , وحتى المعجزات ... فلو نظرنا لقصة الإسراء والمعراج وعلمنا أن قطر مجرة درب التبانة أكثر من 100,000 سنة ضوئية , إذن فلو أسري بالرسول على ظهر البراق بسرعة الضوء لن يصل الى أطراف المجرة حتى يومنا هذا ! هل يقع عرش الرحمن داخل المجرة أم خارجها ؟ ما هي سرعة البراق ؟ إن هذه الاسئلة لن تجد لها إجابة عقلانية لأن المعجزات والمسائل الغيبية لا يمكن عقلنتها .
النقطة الثانية هي التفريق بين العبادات والمعاملات , بمعنى أن النقاش عن إتباع السنة في العبادات مختلف تماماً عن إتباع السنة في المعاملات ... فلا أحد يدعي أننا سنفهم عباداتنا من مصدر آخر أو أن هناك من سيعلمنا عباداتنا خير من الرسول , ولكن الأحاديث لا تفصل العبادات فقط , بل هناك أحاديث كالتي سردتها لكم في المقال ليست أحاديث تشريعات ولا عبادات ... بل أحاديث تقدس فلان أو علان , أو حديث ما أفلح قوم ولوا امرهم إمرأة الذي ظهر مع قيادة عائشة لجيش الأمويين ضد علي وذلك لغرض سياسي تماماً , ثم يطالبوننا أن نتبع هذا الحديث كتشريع للمسلمين مدى الحياة ! إن المعاملات بين الناس والشؤون السياسية والإقتصادية هي مجالات عقلية يتم التعامل معها بالعقل والمنطق ... وإذا كان المؤمن لا يخضع عباداته وإيمانياته لعقله , فهذا لا يعني أبداً أن يخضع كافة شؤون حياته الى الغيبيات والخرافات . وهذا هو رأيي في هذا الشأن
قد قمت بجمع هذا المقال من عدة مصادر لكن أهمها هو كتاب تدوين السنة لإبراهيم فوزي , أنصحكم بقراءته لمن أراد أن يستزيد

8 comments:

  1. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  2. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  3. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  4. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  5. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  6. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  7. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete